الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

وجهة نظر


كثيرة هي الامور التي تستفزني ولكن من اكثرها استفزازاً رؤية شخص يلبس ثوباً لا يليق به او لم يصنع له أصلاً ... فهو لا يناسبه لا عرضاً ولا طولاً ولكم ان تعيدوا ذاكرتكم الي الى رمضان المبارك وتتذكرون الثوب الفستقي الذي لبسه (الشيخ مدحت) طوال شهر رمضان وكيف انه لا يناسبه وخاصةً ان تعرض لنفخ ( ممادو666).

هذا الامر وكل ما هو على شاكلته في اعتقادي أنه يدل على أحد أمرين: غبــــاء مستفحل أو ثقة كبيرة في النفس تصل لحد الكمال او العصمة .

فإن كان غبياً بحيث لم يعلم ان هذا الثوب اوالشيء الذي ارتداه لا يناسبه فهذه مصبيه ...وان كانت ثقته بنفسه (طالعه نسبه ) بحيث أنه صح والاخرون خطأ tهذا ايضاً ادهى وامر.

أنا لست بمنأى عمّا يدور حولي وما يكتب في صحفنا اليومية ويكاد لا يمر اسبوع إلاّ واقرأ فيه خبر عن جهاز هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر منها ما هو مشرق ومشرف ويزيدنا فخراً بهم ومنها للأسف ما يكون مثيراً للإشمئزاز وعلامات التعجب والسخط ...حيث اوردت صحيفة الوطن السعودية خبراً مفاده حصول مطارده وصدم سيارة الهيئة لسيارة مواطن برفقة زوجته لشكهم بأنهم في خلوة غير شرعية وذكر في الخبر ان عضو الهيئة امسك بيد المرأة لإخراجها من السيارة ....الخ

قرأت هذا الخبر وصعقت عندما اطلعت على تعليق احد القراء حيث كان له رأي مختلف وهو ان اعضاء الهيئة معصومون من الخطأ وانهم احفظ لأمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا واخواتنا منــــــّا !!!!

ولأنني اعلم علم اليقين ان الكمال لله وحده والعصمة لرسوله الكريم وجدت ان هذا القارئ تحمس في حبه ودفاعه عن هذا الجهاز الذي حمل اسم ابرز ما ميّز هذه الامة وكرمها عن غيرها قال تعالى ( كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) ولكن لابد لهذه المهمة الجليلة من اشخاص لا يقلون عنها شأناً ولنا في رسولنا الكريم اسوة حسنة فقد كان يراعي اختيار صحابته الذين يوكل اليهم مهام حساسة فكل شخص له خصائصه وصفاته الطبيعية التي تميزه عن غيره فكان اختياره لمعاذ بن جبل لإرساله لليمن مبنياً على دراسه بل ومقابلة شخصية كالتي تعمل لطالب وظيفة الآن ، وكذلك الرؤساء والزعماء لا يولون شخصاً منصباً الاّ وقد تم اختياره بدقة والتأكد من مناسبته لمهمته ،وهذا للأسف لا المسه في هذا الجهاز إلاّ ما ندر ، وهذه المهمة العظيمة اولى بالعناية والاهتمام .

في النهاية تذكرت ان رأي هذا القارئ عندما دافع عن امساك عضو الهيئة ليد المرأة الاجنبية مشابهاً لما كان بنو اسرائيل يفعلونه فكانوا ينكلون بالفقير إن أخطأ ويصرفون انواع التحايا للغني إن فعل نفس الخطأ .



همسة:

كلي أمل ان يفهم هذا القارئ ومنهم على نهجه التكفيري عفوا التفكيري ألاّ عصمة بعد موت الرسول لبشر ...ودمتم