السبت، 30 مايو 2009

عشق قروي 5

عدت بعد غياب مبرر بغيبوبة فكرية لا أعلم لها سبباً...


فقد كانت جنى من ضمن الأطفال المحرومين من الجلوس على مائدة إفطار رمضان لعدم صومها، فيأمرون باللعب في فناء المنزل حتى يفطر الصائمون في أجواء بعيدة عن شقاوة الأطفال .

قد تكون هذه من العادات السيئة في المجتمع الشرقي فلأبسط الأمور يقال لهم اذهبوا بعيداً والعبوا غير عابئين بأنهم بهذا يضيعون على أبنائهم فرصة التعلم منهم و الاحتكاك بمن هم اكبر سناً ..فعلاً كان أمرٌ يزعجني وأجبرني في حينه لأن افقد بعض صفاتي الطفولية وأتصرف كالكبار لأجالسهم وامتدح من قبلهم ولا أتعرض للإبعاد الإجباري في فناء البيت كقط المنزل .

وعندما ميّز فالح صوت جنى أصبح يقدم رجلاً ويؤخر الأخرى على أعتاب المنزل وإذا بها تطارد أختها الصغرى باتجاهه وما إن وقعت عيناهما على بعض حتى أشرقت شمس تكاد أن تغيب ولاحت وبانت ثنايا ألجمتها الأيام الخوالي عن الظهور ..توقفت المطاردة وجمدت جنى في مكانها وبادرها فالح بالسؤال عن حالها فردت إنها بخير باستحياء بان في وجنتيها وطأطأت رأسها، وأقفلت للوراء عائدة من حيث أتت تسابق الريح سرعةً حتى خيل له بأن شعرها الطويل المسدول على كتفيها وهي مبتعدة عباءةً تحملها الرياح .

واصل طريقه للمسجد وبالكاد أدرك الصلاة جماعةً ..وما إن خرج هو ومن معه من صبية من المسجد حتى اخذوا يتسابقون عائدين للبيت كلٌ يحدوه الشوق لشيء ما.. فالجائع يفكر فيما سيجده من أطباق المأكولات التي ُيتفنن في إعدادها على موائد الشهر الفضيل ، والهائم العاشق لا هم له إلا رؤية من ضّيع عليه خشوع صلاته .

الجميع على المائدة الجميع يأكل فيتعالي صوت صراخ من الخارج ...فيهب الجميع لمصدر الصوت ..فوجدوا جنى ملقاة على الارض تئن من الالم والبنات من حولها يصرخون فقد دفعتها بنت عمتها بشدة من على الارجوحة الحديدية فسقطت ...حملها ابوها مسرعاً للمستشفى ورافقته امها اما البقية فقد قال لهم الأب ألاّ يتحركوا فالامر بسيط ولن يأخذوا وقت ..كان الامر بالنسبة للبعض طبيعياً يتكرر في مثل هذه الاجتماعات العائلية ولكن فالح ليس مثلهم اطلاقاً.

في قسم الطوارئ بالمستشفى طمأن الطبيب المناوب الاب على حالة جنى وقال : أصيبت برضة بسيطة في كتفها ستؤلمها قليلاً ليومين ومن ثم لن يبقى إلاّ اثر وحمة صغيرة بكتفها ستزول خلال ايام ..وصرف لهم مسكناً للألم وانصرفوا وهم ينصحونها ان تنتبه في المرة الاخري حين تلعب على الارجوحة .

وفي المنزل انتهى الكل تقريباً من الافطار وتوجعت انظارهم للتلفاز حيث بدأ للتو برنامج (على مائدة الافطار) للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ذلك الشيخ الجليل الذي احبه الصغار قبل الكبار .. لم يقطع متابعتهم لبرنامجه الا دخول ابو جنى عليهم ..فبادروه بسؤالهم بلسان واحد : كيف حال جنى ؟ فرد لهم مطمئناً وضاحكاً : انها قطة بسبعة ارواح لم يصبها شيء ....فضحك الجميع ..كلماته كانت كماء بارد اطفأ لهيبا بداخل فالح ، كان يتمنى الدخول لصالة المنزل حيث هي ولكنه لم يستطع لشعوره بمراقبة الاخرين لتصرفاته واحاسيسه تجاها وايضاً خوفاً من تعليقات اخوته التي لا ترحم ففضّل الانتظار حتى تحين فرصة مناسبة .

في هذه الاثناء جنى ملفوفة بأمها واخواتها وعمتها وبناتها يتحسسون ما اصابها ويتهامسون ( ما تستاهل الحمد لله جت سليمة) تتمنى رؤية فالح ليرى انها بخير لم يصبها اذى لعلمها بأنه مشغول البال عليها .

وعند آذان العشاء توجه الجميع رجالاً ونساءاً للمسجد ليؤدوا صلاة العشاء والتراويح جماعةً وكانت هذه هي فرصة الاثنين ليروا بعضهم فما إن تأكدت جنى ان الكبار غادروا حتى توجهت لفناء المنزل لرؤية من تعلم من امره الانشغال عليها وكان فالح فعلاً قد سبقها للخروج وعند رؤيته اخذ بيده اليمين يمناها ومسح بيسراه عليها قائلاً حمد لله على سلامتك لقد خفت عليك كثيراً ولم يهنئ لي طعام ولا شراب حتى عاد والدك وطمأننا عنك فقالت : لا تقلق إنني بخير ولم يصبني أي مكروه فقال : تعالي أنا من سيمرجحك الآن فهيا بنا ...لم تقل شيئاً وانما انقادت له للأرجوحة وجلست عليها وبدأ في دفعها بروية وهي تقول : هل تعلم لماذا سقطت ؟؟ فقال : لا ..فقالت : في تلك اللحظة لم أكن افكر بأرجوحتي هذه وإنما كنت افكر بأرجوحتنا في بيت جدي عندما كنت تأرجحني كما تفعل الآن وأطلقت العنان لمخيلتي مطمأنة أنك من يدفعني فلم أشعر بخوف ولكن لم أدري إلاّ وأنا على الارض حينها عرفت أنه لم يكن أنت ..فأحمر وجهه خجلاً وقال : عديني بألاّ يأرجحك غيري حتى لا تسقطين مرة أخرى..فقالت : أعدك ..حينها نزلت من الارجوحة واخت بيده وقالت هناك شيء اريد ان اريك إياه انتظر هنا فقال : سأنتظرك ...فدخلت للمنزل وغابت لخمس دقائق وعادت وهي مخفية يداها خلف ظهرها وقالت : اتدري ماذا أخبئ ..فقال : أممممم لا ، فقالت: اغمض عيناك ...فأغمضها ثم قالت : افتحها ، ففتحها وإذا برسمته التي رسمها لها في الصيف أمام عينيه كما هي وكأنها رسمت البارحة ..وقالت: اتعلم يا فالح أنني اشاهدها يومياً اكثر من مرة ...لم يتكلم وانما ارتسمت على شفتاه ابتسامة سطع نورها على وجه جنى الجميل ...فعلاً لم يعرف ماذا يقول ...هذا هو السكوت المعبر عن آلاف الكلمات فصمتٌ دقيقة ابلغ من خطبة ساعة.... قريباً في الحلقة 6

الثلاثاء، 19 مايو 2009

أمين بلا أو أمانة بلا

قد يكون من العجيب ان تقرأ العنوان من أي ناحية شئت ومصدر العجب للصفة والموصوف معاً فلا هذا بأمين ولا تلك بأمانة والعتب على مجلس الوزراء حين اعتمد هذه التسمية المبالغ فيها كثيراً خصوصاً لبعضهم .
وحتى اكون منصفاً فسأتكلم عن امانة منطقتي التي اضحك لمتابعة اعمالها أكثر من ضحكي لمتابعة عادل امام في مسرحية مدرسة المشاغبين.
ميزانية ضخمة في خزائنها لتنمية المنطقة وبقدرة قادر يتم عمل تحويلة وقبلها العديد من المطاب الاصطناعية لتتوجه لتنمية كروش اشخاص معينين يطلق عليهم مقاولون وطنيون ليس لهم من الكفاءة والخبرة والمؤهلات سوى شهادة الدكتوراه في علم دهن وتشحيم السيور بالكريمات الزرقاء ماركة king abdualaziz لينتج مقابل هذا الدهن ترسيةٌ فتمشيةٌ فتعبئة.
فأيها الامين( مع تحفظي على هذي الكلمة) انت من اكثر خلق الله عندنا سفراً وجوبةً للعالم او لمدن في المملكة لمهام رسمية او لغير ذلك ...أولم تكن لك عينان لترى تقدم وحضارة وعناية دول بمدنها وميزانية سعادتكم اكبر من ميزانية الكثير منها!!!
أيها الامين( وبتحفظ) هل تقود سيارةً على طرقات المدينة أم استعضت بهلكوبتر؟ وحتى لو كنت محلقاً بهلكوبتر فسترى بوضوح فإن الشق أكبر من الرقعة ....
سترى طرقات تإن سياراتنا من السير عليها...سترى حدائق ..ولماذا اقول حدائق حتى لا تظنون ان هايد بارك لندن او اسباير زوون قطر عندنا ....بل هي واحدة أو اثنتان وقد اصفرّ لون عشبها من قلة الاهتمام ...سترى مشاريع تنفذ بدون مراعاة للذمة لا اشرافاً ولا تنفيذاً ولكن أي ذمة وأي هباب...سترى وروداً بألوان الطيف صباحاً لعلمكم بمرور هذا او ذاك بهذا الشارع ومساءاً تعود لتزين جلسة سعادتكم لتنعموا بصكة بلوت محاطة بورود تجلب الحظ لكم وتشغل بآلوانها الزاهية اعين الفريق الخصم عن اشاراتك لزميلك.
يا عزيزي الامين نريدك أن تكون فعلاً أميناً فقط لا اكثر .
ويا عزيزي الامير الشاب المبتسم لدي طلب صغيرٌ جداً ...خذ جولةً صغيرة غداً بكل شوارع المنطقة وارسل صورة لخطة سيرك للأمين فقد يشرق علينا صباحٌ نشم روائح الزهور تنبعث من ارجاء المدينة وقد تزفلت وتردم كل حفرة تعودت عليها اطارات سيارتي في شوارعنا الحزينة وقد ترصف ايضاً كزيادة مجانية برصف راقي..وكل هذا لأن الامين جاءه حلمٌ بالفاكس انه اعتباراً من يوم غدٍ سيصبح أميناً...

الاثنين، 11 مايو 2009

كن صديقي




كن صديقي...


وامّدُد لي يداً...


لا ...لا..


لا أريد يداً ..


بل مُدّ لي وفاءاً..


لا يخالطه غدرُ ولا خيانه


فظهري من الطعنات يا صديقي للمخمور حانه






مُد لي نصحاً...


ففي سكة التائهين قلبي اناااخ ركابه


فأشعل سراجك له يا صديقي واعده الى صوابه






ُمّد لي صدقاً ..


وهات ممحاءةً لتمسح كذباً مُعتّقاً من مكانه


فهم تجاوزوا يا صديقي كذباً.. مسيلمةً وشانه




وإن استطعت فمُدّ حُباً...


فلعمري كم بالاسى ارتقبت حلول زمانه


فهل يستغني الطفل يا صديقي عن صدر امّه وحنانه؟!!






وختاماً


لا تمّدد لي يداً يا صديقي...


فربّي لم يخلقني بلا يدين..... استحاااااااااااالة

الاثنين، 4 مايو 2009

!!!!


لا شيء يضاهي تلك الابتسامة التي يهديها لمحياي طفل صغير إما بحركاته أو بكلامه العفوي ..

أجد ان تلك الابتسامة أو الضحكة من أصدق التعابير عن المواقف ..كيف لا وهي نابعة من براءة طفل ..وقد يكون بعض هؤلاء الاطفال من (اللكاعة) بمكان فيصبح خبيرا في تصدير الابتسامات والضحكات على من بجانبه .

قبل يومين وتحديدا على وجبة العشاء كنت مع امي حفظها الله وبمعيتنا بنت اختي ذات السنوات الست وفي خضم سكوتنا وانشغالنا بتناول الطعام جاءت بتساؤل مدوّي فجر الموقف ضحكاً مسبباً تناثر أشلاء الطعام من افواهنا وانوفنا وسقوطنا على الارض مغشياً علينا .

فقد سألت ببراءة > يا جدة وين جدو (المتوفي رحمه الله) ؟ فقالت لها: مات يا حبيبتي ، فقالت: مين موّته ؟ فقالت امي: ربي يا حبيبتي ، فجاءت بالسؤال الاخير :يعني ربي معه مسدس ؟؟؟!!!!!

هذا الموقف لا زلت اضحك منه حتى الآن ..ولكن هناك تساؤل سطع بذهني !!!!

هذه الفتاة الصغيرة كيف اقترن لديها الموت بالمسدس وهي في مثل هذا العمر؟؟؟

هل الاعلام الذي لا ينقل في قنواته الفضائية سوى مشاهد للقتل والدمار واطفالنا يقضون ساعات يومهم محدقي اعينهم ومرخي آذانهم له السبب في ذلك؟؟؟

أم تأثرهم بما يسمعونه بمجتمعاتهم التي اصبح القتل فيها اسهل من شربة الماء؟؟

أم أن افلام الكرتون الموجهة للصغار اصبحت كأفلام جيمس بوند اكشن x اكشن وعنف ؟؟؟؟

في الحقيقة لا ادرى ما هي الاجابة ولكن الله يستر من الجاي !!!!