السبت، 30 نوفمبر 2013

ما عاد دون الحلق إلاّ اليدين




نشهد اليوم تغيرات في المواقف السياسية بين القوى الغربية و إيران فيما يخص برنامجها النووي حيث خرج لنا أتفاق جنيف بـ " تقليص البرنامج النووي لإيران ويقابله تخفيف للعقوبات المفروضة عليه " وهذا ما اسميه بالدلع السياسي الذي يفسد ولا يصح ، فبعد هذا الاتفاق ستتنفس إيران الصعداء وستلتفت بكل قوتها لدعم الجبهتين الشامية واليمنية أكثر من ذي قبل وسيصبح مكشوفاً ربما ورسمياً معترفاً به وقد  يطلق الملالي عليه " نفير الجهاد " .
 هذه الطاقة واللياقة الإيرانية العالية في التحرك يقابلها ضمور في العضلات وشلل لأطراف المجتمع المسلم المشتت فالاخطبوط الايراني له عشرات الايدي التي تعمل هنا وهناك وأيدي الدول العربية والمسلمة  ما بين ضامرة ومبتورة !!
عندما تكون في الشرق وتمد يديك شمالاً وجنوباً فهذا  يعني أن حضنك طامع  فيما يقابله من وسط حتى الغرب وهو ما يعني  من خليجها شرقاً وحتى حرميها غرباً والاعتراف الشهير لأحد أتباع إيران  " بغداد اليوم وغداً نجد " لم يأت من فراغ بل هو مخطط له ومدروس ويصرح به منهم الصغير قبل الكبير .
لذا يجب علينا أن نعي أن هذه الوداعة الدولية مع إيران ليست في صالح المنطقة برمتها ويجب علينا التحرك الفوري لصدها ، لا أقول أن نحرك الجيوش بتجاهها ولكن لماذا لا نقمع تحركاتها الخارجية ونقطع اياديها في المنطقة وذلك بدعم المجاهدين في سوريا ضد بشار وحزب اللات والمجاهدين في اليمن ضد الحوثي ، وتعتبر هذه فرصة لدول الخليج لتجنب اراضيها الدمار الذي سيحدث فيما لو انتقلت المواجهة لأراضيها ، ولنا في التجربة الامريكية مع الاتحاد السوفييتي خير دليل فقد دعمت المجاهدين وحركت وضغطت على الشعوب العربية آنذاك لتقدم دعمها المادي والبشري لمساعدتها في اسقاط ألد اعدائها وتفككه ، هذا السقوط الذي أبهر العالم كان أقل الخاسرين فيه هي أمريكا !! لماذا ؟ لأنها استغلت الفرصة فقط .
وهاهي الفرصة تلوح لنا فهل سنستغلها أم سنتركها ، ولكني سأقول لحكام الخليج استغلوها فـ "ما عاد دون الحلق إلاّ اليدين " !!!ِ 

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

مائدة اللئام ..






المائدة وصف لمكان يجتمع فيه عدة افراد وغالباً ما تكون للأكل والافتراس ، فنقول دعينا لمائدة فلان أي لنأكل وقد أحسن أجدادنا وصف حال الضعفاء في حضور الاقوياء سييء الاخلاق فأطلقوا المثل الرائع " كالايتام على مائدة اللئام " وإنّما اختاروا الايتام دون سواهم لشدة ضعفهم وقلة حيلتهم في مجتمع يأكل فيه القوي الضعيف إلاّ من رحم ربي .
فحربنا مع اللئامة وأهلها يتضح أنها قديمة وستستمر حتى يأخذ الله الارض ومن عليها ، وقد قيل في أقرب معاني اللئم أنه ضد الكرم والنزاهة والشرف والفضل ، وكل هذه المعاني للأسف سادت في يومنا هذا بين البشر وتأتي للأسف مجتمعةً في الغالب في شخص واحد أو منظومة واحدة ، ولكم أن تتخيلوا أن يجتمع عدة لئام  على أيتام في موضوع  ما !!  اعتقد أنها ستكون كارثة حقيقية .
ولك عزيزي أن تطالع في ما يدور حولك ستجد الكثير من اللئام المحلّيين والدولين قد أطبقوا قبضتهم على ضعفاءٍ وقليلي حيلة هنا وهناك سوريا بورما دماج مصر وغيرها كثير ، ويزيدك قهراً وحرقةً أن تجد هذا اللئم يمر تحت مظلات دولية ومنظمات تتشدق بحماية الضعفاء والمنكوبين وهي منه براء كبراءة الذئب من دم يوسف فيحاربون كل ضعفاء الارض _وخصوصاً ضعفاء المسلمين _ ويغضون الطرف عن كل مجرميها ، ويتضاعف قهرك وحرقتك عندما يمارس اللئم إناس ترى أنّ ظاهرهم التقوى والورع وتكتشتف لِلُئمهم أنّ باطنهم الطمع والفساد  .
فهل سيأتي يوم ما نجد أن هؤلاء اللئام قد قاموا من مائدة الايتام إمّا لشبعٍ أو لتوبةٍ أم أنهم لا يستطعمون الافتراس إلاّ عليها أو سيقدمون لهم بعض المعونات العينية التي ستصرف عنهم _ ظناً منهم _ العذاب والويلات يوم الحساب !!!