الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

عط الخباز خبزه وعنّي ما يآكل منه ولا حته ...


النجاح في الغالب لا يأتي الاّ بعد تجارب فاشلة و مميتة أحياناً ، ولكن ما ان يلوح ذلك النجاح في الافق حتى ننسى ذلك الفشل وكأن لم يكن .
ولنا في تجربة شركة "كاليفورنيا-أريبيان ستاندرا اويل كو " حينما اعطتها الحكومة السعودية حق الامتياز في التنقيب عن النفط عام 1933 م حيث رافق الفشل هذه الشركة طيلة خمس سنوات وكادت احلامها بالثراء الفاحش تتلاشي حتى تم اكتشاف النفط الخام في عام 1938 م في الدمام عن طريق الشركة الشريكة "تكساس اويل كومباني " وهذا النجاح كان بداية مسيرة عملاق النفط العربي "ارامكوا السعودية " .
هذا الاستهلال بمجمله قد يقول القارئ _ يا خي فكنا من الفلسفة وخش في الموضوع _ ولكني أتيت به لكي اعطي لمحة عن سيرة هذه العملاقة السعودية الملكية ، الامريكية المواصفات والخبرة والاتقان .
شركة لها امتياز التنقيب والانتاج والتكرير والتوزيع والشحن والتسويق بالمختصر " مآخذه البترول قطوعه " وهي فعلا تستحق هذا الامتياز لاسيما انه يختص بمصدر ثروتنا الحالي والمستقبل الذي لا نعلم له لون لأبنائنا .
ككاتب بسيط وغير متخصص لا في سياسة ولا في اقتصاد ولا في بترول ولا حتى في رعي غنم وانما ملقوف أرى ان الدولة حفظها الله تحتاج لتطبيق فكرة هذه الشركة الممتازة على عدة نواحي تنموية في البلاد .
أفضل بنية تحتية تحت اقدام موظفي ارامكوا وفي مجمعاتهم ومدنهم الصناعية ، أفضل مستشفيات عندهم ، أفضل اشراف وانشاء مشاريع عندهم ، أفضل تعليم عندهم ، أفضل تعامل وسلوكيات مدنية وبيئة عمل عندهم !!!
من غير مجاملة ارامكوا السعودية هي الشركة الفاضلة بنظري المحدود ، وانا هنا لست بصدد التلميع والتطبيل لها ولكن من كثر ما شفت فاشلين وحرامية ولعب عالذقون فإني اتقدم بمجموعة افكار من شأنها نقل المملكة من عهد الاربعين الحرامي لعهد الاصلاح .
أولاً : تقدر النفقات بكافة قطاعات الدولة بـ" 540.000.000.000 " خمسمائة واربعون مليار كما لو اخذنا ما ورد في ميزانية العام 2011 وهذا المبلغ المهول من المحزن ان تذروه الرياح وان يصبح كعكة تتخاطفها أيد ي مقاولين اطيبهم حرامي ، لذا فإني اقترح انشاء شركة مماثلة لآرامكوا السعودية مهمتها تنفيذ مشاريع الدولة المختلفة وتصب هذه الميزانيات في ميزانيتها او على الاقل استحداث نشاط جديد لآرامكوا السعودية لعمل هذا .
ارامكوا شركة متوسعة في المملكة ولها مقرات في اغلب مناطق المملكة واعتقد ان الامر ليس بتلك الصعوبة مع الاخذ بعين الاعتبار ان الشركة ستوظف عشرات الالاف من المواطنين السعوديين بمختلف المهن ولن يتحجج سعودي سباك او حداد او نجار وهو يعمل في ارامكوا وبراتب شهري كبير ومميزات لا يحصل عليها الا امثاله ، كما اننا نعلم ان غالبية الاعمال في الشركة في قطاع النفط اعمال يدوية وشاقة وهذه ارحم .
الانجاز والدقة في التنفيذ سيكون على اعلى مستوى نظرا لأن الشركة لا تهدف للربح بل للتميز في التنفيذ ولا يهمها ان نفذت المشروعين بمليار ام بمليارين ريال الاهم ان يكون وفق اعلى المواصفات .
المحسوبيات والفساد المالي والاداري الذي يصاحب اجراءات ترسية وتنفيذ المشاريع سيكون جزءا من الماضي .
التوريد سيكون مباشر من الشركات المصنعة للشركة المنفذة من غير وسطاء مما سيؤثر في حجم الانفاق على التوريدات الخارجية .
الكثير والكثر من الفوائد التي ستجنيها الدولة من هذا تطبيق هذا المقترح .
ثانياً : بما ان الحديث في هذه الايام كثير عن سوء الخدمات المقدمة في محطات البنزين وخصوصا على الطرق السريعة لذا اقترح ان تقوم ارامكوا بتشغيلها بنفسها وان يمنع اصدار أي تصريح لمحطة وقود أخرى
فتقوم ارامكوا ببناء محطات متميزة توفر جميع الخدمات التي يحتاجها العملاء وتوظف فيها الشباب السعودي وتقوم بمتابعتها تشغيلاً وصيانة وحققنا مستوى الرضا الذي نشعر به عند زيارتنا لمحطات وقود في الدول المجاورة بل بزيادة ايضا ً وهي ان ابن بلدي هو المشغل لها وبراتب وفق سلم رواتب موظفي الشركة ومميزاته الوظيفية .
وبهذا نكون قد اعطينا الخباز خبزه ثم عطانا إياه محمر يا زينه ولا كلا منه ولا حته ....