السبت، 20 نوفمبر 2010

الـ 40 ثانية والبطة السوداء


احترام الوقت ميزة ليس لنا فيها حظ ولا نصيب في مجتمعاتنا العربية للاسف ، وهذا مالم نستطع معالجته مع مرور الزمن .

وهذا يسري على معظمنا افرادا ومؤسسات ..وعندما تجد من يحترم الوقت تجد علامات التعجب تتطاير من راسك !! وخصوصا اذا كان ممن لا يحترمه البته .

الخطوط السعودية خلال عهدها الطويل في الملاحة الجوية تعد من اكبر امثلة عدم احترام الوقت لعملائها فكم من طائرة الغيت رحلتها بدون مقدمات ولا توفير بدائل وحلول سريعة من ناقل جوي يعد من هوامير النقل الجوي الخليجي وربما العربي .

واذا اتفقنا _وانا على يقين ألاّ مخالف لي _ ان هذا التعطيل سمة لها فلابد ان نطالب بتعديل شعار للخطوط السعودية ليصبح " نعتز بتعطيلكم " حتى نخفف عبء مطالبتهم بالإلتزام بمواعيدهم .

بالامس القريب فصلت 40 ثانية فقط_ على حد قول موظف السعودية_ بيني وبين طائرتي مع اني منتظم في الطابور لاكثر من 30 دقيقة وعندما وصلته قال حرفياّ : لو انك جيتني قبل 40 ثانية كان لحقت بالطائرة . فيا لله العجب اصبحت السعودية تقيس انتظام مواعيدها بالثواني وربما باجزاء الثواني . !! .اقتنعت بعد محاولات يائسة لتمديد العمل بنظامهم السابق " تأخير الساعات والايام " ، وعندما ادرت ظهري للموظف واذا بي افاجأ بركاب اعرف وجهتهم المماثلة لوجهتي وبنفس الرحلة وهم يأخذون بطاقات الصعود من موظف آخر، مما حدا بي للرجوع واعطاء درس في الاخلاق وحسن التعامل مع العملاء مع الموظف السابق وان الـ 40 ثانية جعلت من بعض العملاء بط أسود وبعضهم بط ابيض ، وهمست في اذنه ان نكتة الـ40 ثانية فعلاً اضحكتني كثيرا متمنياً منه عدم تكرارها وإلاّ رفعت يديّ للسماء ودعوت عليه بشيف فرنسي من مجرمي البط ينتف ريشه .


الخميس، 11 نوفمبر 2010

أيها المرتدون أما آن الاوان لتسلموا ...



عندما نطلق وصفاً لحالة اجتماعية معينة فلابد ان تكون دراستنا لها مستفضية لنستطيع اصدار احكامنا والاوصاف الملائمة لها فالحالات الشاذة لا نستطيع ان نقيسها على العموم الا اذا تجاوزات نسبتها الـ 50 % .

حالة الفقر التي تمر بها الشعوب في ايامنا هذه حالة اجتماعية درست وبحثت من قبل باحثين مختصين في جهات حكومية وخيرية في محاولة للحد منها وعلاجها واكتشف ان هذا الفقر لم يعد امراً شاذا اطلاقاً حتى في افضل الدول معيشةً بل هناك نسبة فقر ولو كانت بسيطة كما ان فقير دولة خليجية مثلاً اغنى من فقير دولة عربية اخرى .

انا لا اجد مضاضة في مسألة الفقر فهو امر قدره الله لعباده ، ولكني اجد الف مضاضة عندما ارى قصراً خلف اسواره مئات الاكواخ التي لا تجد فائدة من هذا القصر إلا أن يستضلوا بضلال جدرانه العالية او ان يأكلوا من فضلات رماها اصحابه ليتلقفها اصحاب الاكواخ وكأنها ولائم اعدت لهم .

قد يقول احد الاثرياء في مجتمعنا المسلم " لست بجمعية خيرية " ولكني سأقول له " ومن قال اننا نطلب منك صدقة تتبرع بها !! إن كنت مسلماً فهو حق عليك شئت أم أبيت " فزكاة اموالك حق عليك تخرجه كل سنة وليس بمنة منك .. ولكننا بعيدون عن الاسلام كل البعد ، مسلمون باسمائنا فقط والافعال هي اقرب لافعال اليهود الرأسماليين ..والانظمة الحكومية ساعدت على تقاعس هؤلاء عن الزكاة مع ان دولة الاسلام في بدايتها حاربت من امتنع عن ادائها واعتبرته مرتداً .

انا اجزم انه لو اخرجت زكاة اموال الاغنياء من غير التفاف على الانظمة لما كان هناك فقراء اطلاقاً .

واقلطوا حياكم الله على قل الكلافة ..قال " قل الكلافة قال !!"