سباكة ..البزابيز

المشاهد للنهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في ايامنا هذه يرى ان المملكة بمشاريعها الضخمة بحاجة لفنيي سباكة !! فالحاجة لهم اشد من حاجتنا لأطباء ومهندسين ومحامين فحبذا ان تقوم وزارة التعليم العالي بإستحداث هذا التخصص المهم من ضمن التخصصات التي تبعث ابنائنا لدراستها في الخارج .

فالبزابيز _ والبزابيز لغير الناطقين باللهجة الخليجية تعني صانبير ومفرده بزبوز _ برمتها تخر ماءاً وأيّما ماء ... ويا ليت ان تستحدث في وزارة المالية ادارة للسباكين حتى يشرفوا على بزابيز الدولة_ الماشية على حل شعرها _ مشاريع هنا وهناك بميزانيات دول والتنفيذ للأسف _حدّث ولا حرج _ أي كلام بمعني الكلمة .

مشاريع ترسي على مقاولين من الفئة المخملية بمليارات الريالات ومن ثمّ تباع بالباطن لمن هم أقل مخملية منهم بعد أخذ نصيب الاسد وهكذا وهكذا حتى تنفذ بمئات الآف فيصبح المشروع كاللقمة التي يأكلها أي منّا وفي نهاية المطاف تخرج كالــ .. أكرمكم الله .

والامثلة كثيرة وكثيرة لهذه البزابيز الخرارة .. من قطارنا الحلم إلى المدن الرياضية التى قد يرى إنسان بسيط مثلي أن الاهتمام بحل مشاكل المواطنين أولى من بعضها مع جزمي ان تكلفتها الحقيقة لا تمثل سوى 10% ممّا هو مرصود لها .. فسبعة وثلاثين مليار ريال لمدينة رياضية كتبته احرفاً لعدم معرفتي كم صفرا له !! كم تتوقعون انها ستبني منزلاً لعائلة لا تجد سكنا عوضاً عن تريّض ابنائها في هذه المدينة ..فلو قلنا ان تكلفة المنزل البسيط خمسمائة الف ريال فإن هذا المبلغ سيبني سبعة آلف وخمسمائة منزل !! إذن سنحل مشاكل 7500 أسرة فقيرة .

الدولة لا اشك للحظة انها لا تعمل هذا العمل إلا لمصلحة المواطن ولكن هناك من يستغل منصبه ليحول هذه المصلحة لتاجر او مقاول او شخصية اخرى ..

الامر الذي يجلب الحموضة ويحوم على الكبد أن المشروع يصور لنا بمشروع ضخم وتتوزع صوره الهندسية ونموذجه التصوري في اغلب الصحف وفي اشهق اللوحات الاعلانية وحينما ينتهي العمل منه لا نرى أيّا ممّا رأيناه سابقاً !!

حقيقةً إذا استمر الحال كما هو فلن يكون امامنا إلاّ خيارين لمستقبلنا ومستقبل عيالنا : يا نعلم عيالنا السباكة ..يا بلاش من الموية والتيمم ارحم واصرف ..

انتهى