المائدة وصف لمكان يجتمع فيه عدة افراد وغالباً ما تكون للأكل والافتراس ، فنقول دعينا لمائدة فلان أي لنأكل وقد أحسن أجدادنا وصف حال الضعفاء في حضور الاقوياء سييء الاخلاق فأطلقوا المثل الرائع " كالايتام على مائدة اللئام " وإنّما اختاروا الايتام دون سواهم لشدة ضعفهم وقلة حيلتهم في مجتمع يأكل فيه القوي الضعيف إلاّ من رحم ربي .
فحربنا مع اللئامة وأهلها يتضح أنها قديمة وستستمر حتى يأخذ الله الارض ومن عليها ، وقد قيل في أقرب معاني اللئم أنه ضد الكرم والنزاهة والشرف والفضل ، وكل هذه المعاني للأسف سادت في يومنا هذا بين البشر وتأتي للأسف مجتمعةً في الغالب في شخص واحد أو منظومة واحدة ، ولكم أن تتخيلوا أن يجتمع عدة لئام على أيتام في موضوع ما !! اعتقد أنها ستكون كارثة حقيقية .
ولك عزيزي أن تطالع في ما يدور حولك ستجد الكثير من اللئام المحلّيين والدولين قد أطبقوا قبضتهم على ضعفاءٍ وقليلي حيلة هنا وهناك سوريا بورما دماج مصر وغيرها كثير ، ويزيدك قهراً وحرقةً أن تجد هذا اللئم يمر تحت مظلات دولية ومنظمات تتشدق بحماية الضعفاء والمنكوبين وهي منه براء كبراءة الذئب من دم يوسف فيحاربون كل ضعفاء الارض _وخصوصاً ضعفاء المسلمين _ ويغضون الطرف عن كل مجرميها ، ويتضاعف قهرك وحرقتك عندما يمارس اللئم إناس ترى أنّ ظاهرهم التقوى والورع وتكتشتف لِلُئمهم أنّ باطنهم الطمع والفساد .
فهل سيأتي يوم ما نجد أن هؤلاء اللئام قد قاموا من مائدة الايتام إمّا لشبعٍ أو لتوبةٍ أم أنهم لا يستطعمون الافتراس إلاّ عليها أو سيقدمون لهم بعض المعونات العينية التي ستصرف عنهم _ ظناً منهم _ العذاب والويلات يوم الحساب !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق