خلال الايام القادمة _ وأنا لا أدّعى علم الغيب ولكنّها استنتاجات لما يحدث في الوقت الحاضر _ سيظهر " حزب الله اليمني " المختلف عن توأمه اللبناني بأمور بسيطة فالبشرة ستختلف نوعاً ما من " البيضاء المحمرة " الى " السمراء المحرقة " و اللهجة من "ما بدّي أحكى وبدّي فِلّ " إلى " إيش تشتي وأشتي اروح " ، و سنجد " الجاكيت والجنبية اليمنية " عوضاً عن " العمامة السوداء والعباية " ، وستغيب شمس " الفتوش والبابا غنوج " وستشرق شمس " المرق والحلبة وخبز التنور " ولا أعتقد أن هناك اختلافات اخرى ستحصل بينهما إذ أنهما يسيرون وفق أجندة سيدتهم الايرانية المعلن منها والسري .
هذا الحزب المنتظر يؤسس له الآن على أيدي الحوثي ليصبح الشوكة اليمانية في خاصرة هذا الاقليم ، وقولي بأنه يؤسس لا يعني منه عدم وجوده منذ عقد من الزمان ، بل هو موجود وتمرس وتدرب في حروب امتدت طويلاً بينه وبين الجيش اليمني الزاحف فوق اوراق القات ، استطاع هذا الحزب أن يضم إليه المرتزقه من عدة مذاهب واستطاع أن يستغل حاجة الناس وسوء الاوضاع الاقتصادية في اليمن لينفق بسخاء على مريديه حتى أعمى بصائرهم وجعل الابن يرفع بندقيته في وجه أبيه وأخيه !!!
هذا الحزب وسأطلق عليه الماكر عوضاً عن الذكي لأن الله _ سبحانه وتعالى _ كما وعد سيبطل عمل الماكرين جمع بين وفرة وسطوة المال وحسن اختياره لفرائسه ، فبحث عن الباحث للشهرة فأعطاه مطلبه ، وبحث عن المحتاج للمال فأعطاه ، وبحث عن المستضعف فأعطاه القوة ، ونحن نعلم أنك كلما لبيت حاجات اشخاص معينين اصبحوا كالدمى بين يديك تحركهم كما شئت ، وهكذا جذب الماكر الآلاف إليه وحركهم وفق ما تريد وتشتهي سيدته .
اصبحت اخشى أن اصحوا صباح يوم قريب وأنا ما بين كماشة إيران وحزبيها ، وهذه الخشية مبررة فالحزبين قويين مالياً _دعم إيراني _ وعسكرياً _ خبرة وحروب سابقة وعتاد حديث _ وإعلامياً _ قناة المنار اللبنانية وقناة المسيرة اليمنية _ وحالناً للأسف مع كل هذه المخاطر مشابه لحال هواتفنا فتجد الحالة " عام " أحياناً فيعتقد أن هذا الامر لا يعنيه وأنه غير مستهدف و حالة " خاص " يعلم أنه يعنيه ومستهدف ولكنه كالشاة التي تسمع عواء الذيب وتنتظره أن ينتهي من افتراس اختها ليفترسها وحالة " اجتماع " يحس بالخطر ويضع الخطط مع غيره لمواجهته ولكنها لا تتعدى الورق الذي كتبت عليه وحالة " صامت " وهذا - العلة اللي ما لها دوا ولا طب - لذا نحن بحاجة لحالة " صاحي لكم " وهي ما اتمناه لنا في هذه الايام الحرجة ، وبما أن الحابل أختلط بالنابل في اليمن فهي فرصة لنا لنخلط حابلنا بنابلهم ونخرج من صمتنا وجمودنا .
يا أيّتها الايدي المنقرسه فعّلي " صاحي لكم " قبل أن نصبح سوياً " في الخارج " .....