الجمعة، 2 يناير 2009

عشق قروي (1)

تناولت جهازي وكأس قهوتي وفتحت مدونتي ووجدت انني ارغب في تسطير قصةٍ اعرفها لشاب قروي يدعى فالح، ذاك الشاب المتعلم ذو البشره الحنطية التي يتميز بها رجال الجزيرة العربية ،معتدل القامة والوزن ايضاً، وله شخصيةٌ تميزه عن غيره من الشبان ، فقد كان ذو احاسيس تعبق بالصدق ، واخلاقٍ تجعله محط اعجاب الكثير ممن حوله ، عاش فالح في مجتمع يتميز ببساطته وتقارب افراده لدرجة ان رجال ونساء العائلة الواحدة لا يرون عيباً ولا منكراً من الاجتماع سويةً وتبادل اطراف الحديث بل تعدى ذلك إلى عدم التزام نساؤهم بتغطية وجوههن في وجود غير محارمهن من الرجال ذوي القربى .
كان كل من يعرف فالح يحب مجالسته والاستماع لحديثه فقد كان ينتقى مفرداته كإنتقائنا لأجمل الزهور حين نمر بحديقة غناء ، ويحلق بمن يستمع إليه فوق بحور وغابات من المتعه ،ولعدم تعودهم على مثل كلامه فقد كان انصاتهم له أشد وأقوى.
كان الثالث بين اخوته من ابوانٍ متحابان يعيشون سويةً في جو عائلي لا يكدر صفوه شيء ،كانوا ينتمون الى الطبقة العالية في مجتمعهم ذلك فأبوه ابن لشيخ قبيلته وأمه كذلك ابنة لشيخ قبيلتها وهذا ما نسميه تكافؤ الانساب الذي يدندن على وتره بعض مفرقي الاحبة في زمننا هذا .
عاشت العائلة بالقرب من عائلة الام الامر الذي جعل فالح منذ صغره يحب اخواله اكثر فلا يمر اسبوع إلاّ وله بين احضانهم دفء ومقر.
كان للأم عدة اخوة اكبر واصغر منها ولهم ابناء كثر في سن فالح وكان يستمتع باللعب الذي ينقطع وقته معهم في صغره ،تجدهم يشكلون حلقة تحت ظل شجرة التين التي تزين حديقة بيت الجد، كانت تلك الشجره هي الاكبر من بين اشجار الحديقة الاشبه بحدائق قصور فرنسا في عصر لويس التاسع ، كانت مساحة بيت الجد كبيره لدرجة انهم يتنقلون بالسيارات فيه فقد كان يقع في مزرعة كبيره ، كان بعضهم يتسلق تلك الشجره بكل حيوية كسنجاب صغير والبعض الاخر يفضل اللعب في الارض لخوفه من السقوط من عليها، تتعالي ضحكاتهم لا يعرف الملل والتعب إليهم مسلكاً وفي آخر النهار يعودون لداخل بيت الجد تتصافر بطونهم من شدة الجوع وهكذا هو جدول نشاطاتهم اليومي .
كان من بين الاطفال فتاة اسمها جنا ابنة لخال فالح لا يضاهيها فتاة في جمالها، بيضاء البشرة ، عيناها الواسعتان تشع بريقاً وشعرها الناعم الاسود ينسدل من على كتفيها ، اذا تكلمت وددت ألاّ ينقطع كلامها من فرط غنجها ودلالها .
كان فالح يستاثر دوما باللعب مع جنا دون سواها ببراءة طفولية لكونها الاقرب لسنه فساعة يطلقون لأرجلهم الريح الى حظيرة الماشية ويلعبون مع صغارها ويبدأون في تسميتها وتقسيمها فيما بينهم ويتابعون مراقبة نموها في كل زيارة لها، وتارة يلهون في حقل الذرة الذي يفوق قصبه طولهم فيغطيهم مما يجعلهم يبدأون لعبة البحث عن الآخر وسط متاهة قصب الذرة .
كان لا يفرق بينهم إلاّ امرين : نومهم او عودة جنا برفقة اهلها الى مقر عمل أبيها في مدينة اخرى ، كان امر النوم يحتمل لفالح لمعرفته برؤيتها غداً ، أما السفر فقد كان هو البعبع الذي يخافه دوماً.
كانت زيارتهم تمتد طوال اجازة الصيف وفي الاعياد أيضاً ......(الحلقة القادمة)

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يآربيييييه تحمست :\<;p
اسلوبك يحمس مره .. و ننتظر التكمله ^_*